تجميلُ صورة الاحتلال!

تجميلُ صورة الاحتلال!

  • تجميلُ صورة الاحتلال!

اخرى قبل 3 سنة

تجميلُ صورة الاحتلال!

بكر أبوبكر

فكرةُ تجميل صورة الاحتلال على حساب القضية العربية المركزية، وعلى حساب الثورة العربية الفلسطينية، أو على حساب أي من شعوب الأمة ونضالاتهم، هي فكرة تخاذل وجبن وانعدام كرامة، واستمراء للذل.

لا يقوم بمسح تاريخه المشرّف، أو تشويهه المقصود-وليس نقده المقبول- أوالاستخفاف به أو إنكاره إلا من استُذلوا وخنعوا، فساروا في درب الانحدار والارتماء في أحضان العدو وروايته النقيضة، واختبؤوا في جيب أدواته الرخيصة.

فكرة تشويه التاريخ، ومسيرة النضال، وإعادة تفسيره وفق الاتجاهات السياسية الجديدة باجتزائه وتزويره خدمة للعدو لا يقوم بها الا صِبيان السلطان فقط. فهي لم تفِد الكهنة اليهود الذين سطّروا التوراة بأقلام التحريف والتزوير والخرافات، ولم تَعُد اليوم تشكّل أي قيمة تاريخية أو علمية الا في عقول الصغار.

النّكِرات الذين استطابوا شتم الأمة العربية، وشتم بعض أو كل شعوبها، وأبطالها الكبار، وبعض أوكل نضالاتها ضد الاستعمار، وشتم النضال ضد الاحتلال الصهيوني، وتسخيف النضال ضد الاستبداد والطغيان طلبًا للحرية، فقط استعجالا لفتح أحضان العلاقات المريبة مع عدو مراوغ، هم خاسرون أبدًا، والى مزابل التاريخ سائرون بلا سيوف ولا جياد، ومع أطنان من اللعنات والرفسات والبصقات.

لن تتغير صورة المستعمِر ولا المحتل أبدًا، فهو الشرّ بعينه، ولن يكون السلام في المنطقة العربية والإقليم على امتداده ألا بتدمير الفكر العنصري الإقصائي الإحلالي الذي يمثله المنهج الاستعماري المركزي الغربي المتسيّد، والمنهج الصهيوني الاستعماري العنصري المهيمن، ولن يكون سلام الا بامتلاكنا قوانا الذاتية كأمة لنحقق توازن القوة مع الشيطان المسيطر على حياتنا وعقولنا.

المنقادون بالأموال أو عبر وضيع المُتَع والغرائز الرأسمالية، أوبطأطاة الرأس-لغير الله- ما هم بعرب أبدا ولا مسلمون ولا مسيحيون، فما كان للعربي الحرّ الأبيّ ذو الرفعة والشمم أن يستبدل قيمه وأخلاقة أبدا، فخيمة العربي لا تُخترق إلا وامرأته تحمل السيف.

صراعنا مع الاحتلال الصهيوني الاستعماري الخارجي هو صراع استعمارغاشم استلب واحتل أرضًا عربيةً حرة، وهي عربية منذ الأزل، وستظل للأبد.

صراعنا مع العدو الصهيوني صراعٌ ثقافي حضاري نقيض، وصراع وجود لكل الأمة العربية والإسلامية، سواء فهمت ذلك أم تغافل زعماؤها وعَموا عمى البصر والبصيرة.

الاستباحة الصهيونية القائمة لجسدنا العربي بكل ثقة المنتصر علينا، واستغباؤنا واستغفالنا لا يطال الأرض والموارد فقط، بل يخرق العقول والحضارة والرواية والتاريخ وصولًا للهيمنة الكليّة على المشاعروالادمغة والقيم، وقتل الخيارات، كما هيمنوا على السياق الاستهلاكي التكديسي فامتلكونا!

تجد من الأراذل اليوم من يجمّلون صورة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين العرب الى الدرجة التي يخلعون فيها كل ثيابهم القومية والدينية والقيمية فيمشون عرايا إلا من ذنوبهم التي تلتصق باجسادهم القبيحة.

هل سيحتفل العرب بتمدد السلطان الصهيوني واحتلاله للأمة؟ ليصبح عيد جلوس "نتنياهو" والملوك الصهاينة اللاحقين على عرش الأمة، برضا وذل زعمائها، مثل يوم الاستقلال للدول أو العيد الوطني لها؟!

لا، لن يستطيع أي سياسي فاجر، أو كاتب مأجور، أو شخص انعزالي مذلول -وهم أصبحوا على مراكب الإعلام مفضّلون- لن يستطيعوا أن يبيعوا شرف الأمة أوكل انتصاراتها وعقيدتها ببضعة دولارات، أو بفتات النظرة الراضية من هذا السلطان أو قدمه العرجاء، أو من قطته أو كلبه الأثير.

واهمون حين يظنون سقوط الأمة، التي سيصلَبُّ عود فتيانها وفتياتها ويحملون عقيدتها الوجودية الحضارية الجامعة، الكتاب بيد والسيف بيد.

ستدوسُ الانعزاليينَ خيولُ الشباب المتوهجة مع طلوع الشمس، تبعث الأمل وترفض الذلة والانتكاس، فالشمس أبدا تشرق مع الشباب المفعم بالإيمان والقوة والنخوة والكرامة والديمومة، وإن غدا لناظره قريب.

 

 

 

 

 


 

التعليقات على خبر: تجميلُ صورة الاحتلال!

حمل التطبيق الأن